مرت ايامك و شهور و سنواتك..
ابنة و صديقة و أخت و زوجة و أم..
معلمة كنتِ او اي من الاشغال تعملين فيها..
و رغم كل ذلك..
وقفتِ و تساءلتِ:من أنا؟!!





تصادقتِ مع بنات و زميلات لكِ
و شعرت بالحب تجاههن و شعرت بالخوف عليهن.
تقاسمتِ الحزن و الفرح بين سعات الايام و السنوات.
ثم عند حاجتك لهن لم تجديهن.
شعرتِ بالضياع و تعجبتِ:هل هن صديقاتي فعلا ام أشباح لهن؟
و لم تعودي تعرفين هل حقيقة أم خيال؟
و حينها وقفتِ و تساءلتِ:من أنا؟ّّ






مرت أيامك و قبل أن تعرفين غيرهم كانوا الأقرب لكِ
هم أخوانك و هن أخواتك..
لعبتم صغارا..و تناوشتوا شبابا.و عقلتوا كبارا..
كنتِ لهم العون و اليد التي تنتشلهم من حفر و دوامات الحياة..
و عندما سألتِ عنهم..
و عندما احتجتِ زيارة منهم..
و تمنيتِ و لو كلمة منهم..
لكنك لم تجديهم...
هنا ابتسمتِ لعله حلم مزعج..و قلتِ هم اخواني و اخواتي..مش معقول..
تهاوت الأرض من تحتك..و تعجبتِ هل أنا أخت لهم؟؟
حينها وقفتِ و تساءلتِ:من أنا؟!!





مرت سنواتك و أنتِ تخافين ربك..
تحترميهما و تحسني اليهما..
احببتِ كلا منهما من كل قلبك..
علمتِ ان رضاهم من رضا الله سبحانه و تعالي..
خفتِ يقولوا عنك ابنة عاقة لوالديها..فأخلصتِ في تعاملك لهما..
لكن رغم كل ذلك..لم تجدي اهتمامهما ..لم تشعري بحبهما..
لم تجدي السؤال منهما عن احوالك..
وجدتِ نفسك غريبة في عالم لا يرحم..
و تعجبتِ هل أكون فعلا ابنة لهما أم لا أكون؟
حينها وقفتِ وتساءلتِ:من أنا؟!!






أخلصتِ في عملك..و احترمتِ ذاتك بين زملائك و زميلاتك..
راعيتِ ربك في كل عمل تقومي به في عملك..
و راعيتِ حاجة البشر و الطالبين لمساعدتك من خلال العمل..
لم تتكلمي بالسوء عن أحد..
و احترمتِ مديرك أو مديرتك..
لكن رغم ذلك لم تجدي النتيجة المطلوبة..
و وجدتِ الغير صالح هو الباقي في عيون و قلوب الجميع..
يمجدون اخلاقه او اخلاقها رغم قلة الحياء..
و تتساءلين مع نفسك:هل أخلصت في عملي ام كنتِبشخصية أخري؟
حينها وقفتِ و تساءلتِ:من أنا؟!!





انتظرتِ حبه و أنتظرتِ الزواج منه..و أنتظرتِ لتكوني زوجة له
و كان ماكان و تزوجتما و مرت الايام و السنوات..
و دوما تخلصين..تحترمين..تبدعين لتكوني زوجة مثالية..
و تقدمين له مأكل ..مشرب..بيت نظيف..زوجة مخلصة و جميلة..
و كنتِ له صديقة تسمع همومه..
و أحيانا كتمتِ مطالبك حتي تراعي ضيقته و كربته..
لم تشكي و لم تتذمري و وقفتِ معه و كنتِ عونا له..
و لكنك لم تجدي المقابل..بل وجدتِ الخيانة او عدم المبالاة او عدم رعاية المشاعر و...الخ
و وقتها تعجبتِ بابتسامة ساخرة و ضحكتِ علي نفسك..
و لم تتعرفي علي حالك و هل فعلتِ مايجب؟؟
و حينها وقفتِ و تساءلتِ:من أنا؟!!





هالايام جاءت إليكِ ..و انتظرتيها حتي جاءت..
نعم أصبحتِ أم ..أصبحتِكما تمنيتِ..
كنتِ الصدر الحنون..تسمعين لأبنائك و بناتك و تنصتين و تقدمي المساعدة..
تدافعين عنهم و تبدعين في الاهتمام بهم..
تسهرين عليهم و تتعبين و رغم ذلك تواصلي المجهود لهم..
لم تشكي منهم و لم تتعبي..
حرمتِ نفسك من اشياء لا تحصي من اجلهم و من اجل سعادتهم..
و انتظرتِ المقابل و لو حتي يكون سؤال او كلمة حلوة من بين شفاههم.
لكنك وجدتِ ما لم تتوقعين..جحود و عدم مبالاة و عدم وفاء و عدم اخلاص..
وجدتِ كل معاني الخيانة في معاملتهم لكِ..
هل هم ابنائك فعلا و هل هن بناتك؟؟..
هل هم من ولدتيهم و عرف الجميع علي انهم من بطنك؟!
تعجبتِ من تكونين؟؟
حينها وقفتِ و تساءلتِ:من أنا؟!!




اختاه..
كل منكن مرت بتلك المواقف..
و اتمني الا تكونن مريتم بها...
لكن اقدم نصيحة لكل من مرت بها..
حينما تجدي نفسك تائهة و لا تعرفين من تكوني..
حينها اثبتي لنفسك انك هو أنتِ فقط..
انتِ من قدمت الافضل بدون مقابل و راعيتِ الله سبحانه في افعالك..
و المقابل و الجزاء الحسن عند ربك سبحانه..
فلا تنتظرين من اشخاص خانوكِ و تخلوا عنك المقابل..
لأنك لو انتظرتِ منهم المقابل قد تعيشين سنوات كثيرة كالمتسولة لمشاعر و عواطف منهم..
و اذا وجدتِ مقابل منهم سيكون مقابل مع الف لعنة منهم..



و لتكون وصفنا لكِ هكذا..
حينها وقفتِ و تساءلتِ:من أنا؟!!
فقلنا لكَِ انتِ انسانة مسلمة عربية







من كتابتي الخاصة
ارجو ان تعجبكم