بعد السقوط

موضوع: بعد السقوط السبت أبريل 23, 2011 5:29 pm

"بعد السقوط"...

فتحت
عيناي بعد ما تركتهما وقتا طويلا وهما في ذاك السبات
..................... لأجد نفسي قد سقطت من تلك الغيمة البعيدة .... تلك
الغيمة التي كانت وسادتي التي أسدل راسي عليها لابحر في بحر الأحلام ذاك
.... سقطت وما أقساه من سقوط ... لقد كسر كل ضلع في جسدي جاء إلى قلبي
ومزقه بين يديه ليتركه لي وهو حطام يطفو في دمائه ........ترك لي ذاك
السقوط آثارا وكدمات على جسدي وروحي لا اعتقد ان تزول فقد حفرت بمخالب لم
تدرك انها تغرز في كائن له أحاسيس ......... حطمني ولم يعي إلى ما ألاقيه
من أوجاع والآم .... نعم .... فانا لم اسقط من منحدر قريب او جبل سحيق لا
بل من غيمة في السماء كانت وتلاشت دون سابق إنذار تلاشت وأسقطتني هذا
السقوط ................. غيمة اعتقدت انها الملاذ والحنين ... الحب
والكمال ...... كانت لي مسكنا يحميني واما تحنو علي وقلبا ينبض بالعطاء
وحياة ملؤها الصدق والإخلاص . عشت في خلجاتها طويلا وتعطرت من نداها حتى
اصبحت الطيور تحوم حولي انا وغيمتي . كنا هناك في الافق نحيا مع الاحلام
... وعند النجوم هناك ومع القمر كنا نقضي معظم السهرات لقد احببتها فقد
كانت موطني وعالمي . لم اكن اعلم من اين جاءت . ولم اكن انصت الى ما يقال .
قالو لي ربما في الشتاء تتخلى عنك وتهطل مشكلتا تلك القطرات ... او ربما
تذهب الى هنال للاعلى وتتبخر في السماوات

لم
استمع لهم فهي كانت لي الحياة . ولكن بعد هذا السقوط وتلك الكدمات
والعلامات . لم اعد اعي ما يحدث . انشل عقلي عن التفكير وقلبي حطم بكل
شناعة . لا أبالغ فها هي المرآة تقول ما عجز لساني عن وصفه آلام في كل مكان
. لما تلك الوحشية ؟ .. ما الذي دفعها الى هذا ؟؟ يبدو انني كنت حملا
ثقيلا عليكي يا غيمتي وقررتي التخلص منه او انكي غيمة صيف وذهبتي في طريقك
ام ربما كنت كابوسا يوقذني من سباتي !! لا اعلم من تكونين .. او حتى من كنت
انا طيلة الطريق ... لقد تشابكت كل الخيوط ولم اعد اقدر على حل كل تلك
العقد .. لقد عجزت امام تفسير ما حدث وما يحدث وما يحدث . ما زلت على الارض
انتفض ودمي ينزف وعيناي تملك من الدموع ما تملك وقلبي ملقا على احدى الطرق
.لا استطيع الحراك ولا حتى الاستنجاد فلا احد سيسمع نداء الأموات .يبدو
انني سأعود لأغلق عيناي من جديد وأعود إلى السبات !!.

بقلم : مريانا خلدون أبو زيد .....