قصيده رائعة ل الدكتور مانع سعيد العتيبه عن سلطنة عمان
الـمــجــد فــيـــك حــضـــارة وأمـــــان فــلــك الـتـحـيـة والــســـلام عــمـــان
مـــن أقـــدم الأزمـــان أنـــت مــنــارة يــرنـــو لــهـــا الــبــحــار والـــربـــان
عـنـد المحـيـط وقـفــت وقـفــة واثـــق مـــــن نـفــســه فـتـقـهـقـر الــعـــدوان
تـاريـخــك الأمــجــاد حــيـــن قــرأتـــه زاد الـيــقــيــن لـــــــدي والإيــــمــــان
أن العـروبـة فــوق أرضــك لــم تـكـن إلا الـحــضــارة شــادهـــا الإنـــســـان
بـــل إنـهــا كـانــت مـشـاعـل نـهـضــة وعـلــى هــداهــا ســــارت الـركـبــان
صــانـــت حــمـــاك قـبــائــل عـربــيــة وعـروبـتــي كــانــت لــديــك تــصـــان
إنـــــــي أزورك والـــفــــؤاد مــتـــيـــم وإلـيــك يـهـفــو الـعـاشــق الـهـيـمـان
فــيـــك الـجــمــال مـنــاظــر خـــلابـــة الــبــحــر والأمــــــواج والــشــطـــآن
وجــبــال عــــز رحــبـــت بـضـيـوفـهـا هـــــي لــلإبـــاء وأهــلـــه عـــنـــوان
شـمـخـت أمـــام الطامـعـيـن عــزيــزة وجـــرت بــوافــر جــودهــا الــوديــان
وسـهـولـك الـخـضـراء أروع لــوحــة نـطـقــت بـسـحــر بـيـانـهــا الألـــــوان
أعـمــان ينـثـرنـي الـجـمـال قـصـائــداً عـصـمــاء لــيــس يـضـمـهـا ديــــوان
فوق الرمال وفي السهول وفي الذرى فـلــديــك يـســمــو بـالـجـمــال بــيـــان
ولـديــك يكـتـشـف الـمـحــب مـكـامـنـا للـحـسـن مـنـهـا كـــم تـغــار حــســان
والشعـر همـس الـروح حامـل سرهـا و وريـــد قــلــب الــحــب والـشـريــان
الـنـاطـق الـرسـمـي بـاســم جــراحــه لــولاه ســاد عـلـى الـهـوى الطـغـيـان
مـالــي ســـواه الـيــوم يـفـتـح طــاقــة لـيـطــل مـنـهــا الـعـاشــق الـولــهــان
فـهـبـي حـنـانـك يـــا عـمــان لـشـاعـر أقـصــى مـنــاه مـــن الحـبـيـب حـنــان
ودعـــي لـسـانــي يـسـتـحـل مـحـرمــا يــوم فـكـم أشـقــى الـهــوى حـرمــان
أعـمــان جـمـعـت الـعـروبــة شـمـلـنـا وأنـــــار ظـلــمــة دربــنـــا الـــقـــرآن
مـــن أقـــدم الأزمـــان وحــــد هـمـنــا وطـــــن وتـــاريـــخ لـــنـــا ولـــســـان
قـولــي أمـــا عـشـنـا جمـيـعـا إخــــوة فـــعـــلام لا يـتـجــمــع الإخـــــــوان ؟
سيـظـل صـوتــي صـارخــا فـــي أمـــة رقــــدت ومــــا قــــض الــرقـــاد أذان
حـتــى نــعــود كــمــا بــدأنــا لـلـهــدى ويــعــود فـيــنــا الــبـــر والإحــســـان
أنـــا يـــا عـمــان مــعــذب بـعـروبـتـي وتحـيـطـنـي فــــي حـبـهــا الأشــجــان
الخـلـف مـــزق أهـلـهـا فاستضـعـفـوا والضـعـف فــي شــرع الحـيـاة مــدان
كــــل يـغــنــي حـــــب لـيــلــى كــاذبـــاً وهـــوى جـمـيــع الـكـاذبـيـن هــــوان
أصـغــي فيقتـلـنـي الـنـفـاق وأشـتـهـي ألا تـــــــكـــــــون لأمـــــــتـــــــي آذان
هــذا هــو الـزمـن الـــرديء نعـيـشـه ولـــكـــل جـــيـــل دولــــــة وزمــــــان
الــزيــف يجـعـلـنـا نــقـــول لـظــالــم : لـلـعــدل أنــــت الـسـيــف والـمـيــزان
والـزيـف أسـتـاذ النـفـاق وكـــل مـــن يـخـفــي الـحـقـائـق كــــاذب وجــبـــان
عـفــوا عـمــان فـأنــت أرض مـحـبــة والــحــب شـيـمــة أهــلــه الـغــفــران
مـــا جـئــت أنـشــد لـلـجــراح وإنــمــا دقـــت عـلــى بـــاب الـهــوى ألــحــان
فـسـمـعـت دفــــق الأغـنـيــات كـأنـهــا حـــمـــم تـــولـــى قــذفــهــا بـــركـــان
فصرخت من هول الحرائـق فـي دمـي ولــكــل نــــار يــــا عــمـــان دخـــــان
هــذا أنــا فــي مـسـقـط أشـــدو لـمــن لـلـشـعـر قــــدر فـــــي رؤاه وشـــــان
ولـقـد مــررت عـلـى صـحـار ونـــزوة وأراح نـفـســي الــزهــر والـريـحــان
بـــل قـادنــي وجـــدي لأرض صـلالــة فـلـهــا يــتــوق الـقــلــب والــوجـــدان
أعـمــان أسـمــى مـــا لـــدي محـبـتـي وعـلــى الـمـحـبـة يـلـتـقـي الـجـيــران
هـــي فـــي فـــؤادي خـفـقــة قـدسـيــة وأمــــام عـيـنــي نـهــضــة عــمـــران
الـيـوم أنـشـد فـــي حـمــاك قـصـائـدي وأقـول : عــاش الشـعـب والسلـطـان
قـابــوس الـبـانـي صـــروح حــضــارة يـزهـو بـهــا فـــي أرضـــك الإنـســان
فـإلـيـك مــنــي الــيــوم خــيــر تـحـيــة ومـــن الإمــــارات الــســلام عــمــان