هل سبق أن ركبت الحمار؟
أو استخدمته في نقل بعض الأغراض؟
ربما لا تتعدى تجربتك مع الحمير مجرد رؤيتها وهي تحمل الأثقال من الفواكه والخضراوات أو الأمتعة، وتتجول في أزقة المدينة ... على كل حال من خلال هذا التجربة البسيطة كيف يمكنك أن تقيم ذكاء الحمار؟!
إذا أردت مساعدة في الإجابة على هذا السؤال فتابع معنا ...


لقد استأنس الإنسان الحمار منذ آلاف السنين، وكانت له معه تجارب طويلة، فقد استخدمه في عدد من الأعمال المهمة، ولكن الأدب الشعبي يقدم صورتين متناقضتين لشخصية الحمار ...
الأولى تظهر الحمار على أنه رمز من رموز الغباء والحمق ...
والثانية تقول: إنه من أذكى الحيوانات.


يروى انه في قديم الزمان كانت تعيش جميع الحيوانات في الغابة، وكلها تشعر بالسعادة لا ينغص عيشها شيء إلا الحمار فقد كان يستاء من تسميته بالحمار ومن اعتقاد الحيوانات الأخرى أنه رمز للغباء.
وبعد أن ضاق الحمار ذرعاً بهذه الحالة ذهب الى ملك الغابة .. وهو الأسد، ودار بينهما الحوار التالي:

الملك : مرحباً بك أيها الحمار.
الحمار: لقد استأت من تسميتي بالحمار وهو اسم يرمز للجهل والغباء، وأنا أذكى بكثير مما تعتقد حيوانات الغابة وأريد أن أغير اسمي إلى اسم يشير إلى هذا الذكاء الذي أتمتع به!!
الملك : ولماذا ؟ وما هي التسمية التي تختارها؟

الحمار: أريد أن يصبح اسمي حصان بدل حمار فأنا من عائلة الخيول، وهي عائلة تشتهر بالذكاء.
فكر الملك قليلاً ثم أجاب الحمار قائلاً:
إنه أمر يحتاج إلى أن يجتمع مجلس حكماء الغابة ليتخذ قراراً في الأمر.
وهكذا اجتمع مجلس الحكماء وفوض أمر القرار للدب الذكي

ووقف الحمار أمام اللجنة، فقال له الدب:
انتبه جيداً واستعد للسؤال ... أريدك أن تذهب إلى بيتي. فتسأل عني .. ثم تعود وتخبر مجلس الحكماء هل أنا في البيت أم لا ؟!

ركض الحمار بسرعة البرق وتوجه نحو بيت الدب وهو يحلم بتغير اسمه واستعادة كرامته بين حيوانات الغابة، وعاد الحمار بعد قليل ليجد حكماء الغابة بانتظاره.
وقف الحمار لحظة ليلتقط أنفاسه، ثم قال: سيدي ... سيدي لقد سألت عنك في بيتك .. فقالوا لي: إنك لست موجوداً بالبيت.

وعندها انفجر مجلس الحكماء بالضحك، وقالوا: عذراً أيها الحمار ... سيبقى اسم الحمار ملازماً لك طوال حياتك ... لأنك غبي بامتياز !!

الحمار: وهو يبكي ... ولكن ماذا فعلت ... مالخطأ الذي ارتكبته؟
لقد فعلت ماقلته لي، وتوجهت إلى بيتك للسؤال عنك ولم أجدك هناك ... هذا هو مافعلته!
الملك: ألم يقل لك إنك غبي بامتياز .. كيف يكون في البيت وهو موجود هنا ؟!

هذه إحدى قصص الأدب الشعبي التي يظهر الحمار من خلالها رمزاً من رموز الغباء ...
وفي الجانب المقابل عدد من القصص التي تتحدث عن ذكاء الحمار وحسن تصرفه وتدبيره، وإليك إحدى هذه القصص:

كان في إحدى القرى فلاح يعمل طوال النهار في حراثة حقله وزراعته، ثم يتوجه إلى القرية لشراء حاجياته، وبيع منتجات مزرعته.
وكان لدى هذا الفلاح حمار يستخدمه في كل هذه الأعمال، ولكن هذا الحمار أصبح عجوزاً ولم يعد قادراً على القيام بمساعدة الفلاح بنشاط.


وفي أحد الأيام عندما كان الحمار متعباً من طول العمل، وقع الحمار في حفرة عميقة لأنه كان يسير وهو نائم، وبدأ الفلاح يفكر في طريقة يستطيع من خلالها تخليص الحمار وإخراجه من الحفرة.
وبينما كان الحمار يصرخ ويستغيث خطرت في ذهن الفلاح فكرة ...

لقد أصبح هذا الحمار عجوزاً ... وصار يأكل أكثر مما يعمل!!
إنها فرصة للتخلص منه واستبداله بحمار جديد شاب وقوي ..
وهكذا قرر الفلاح دفن الحمار داخل هذه الحفرة، وصار يستعمل المجرفة ويرمي التراب داخل الحفرة.

ترى هل يستطيع الحمار أن ينجو من الموت بهذه الطريقة من خلال خطة حمارية ذكية ؟

وأخذ الحمار يرفع صوت نهيقه العذب، ويصيح بأعلى صوته طالباً النجدة ...
ولكن التراب كان يزاد انهماراً عليه ...

فهم الحمار خطة الفلاح للتخلص منه وعلم أن عليه اتخاذ القرار المناسب بسرعة، وهكذا أصبح الحمار يستغل كل دفعة من التراب ليقف فوقها ويرتفع شيئاً فشيئاً ليصل إلى رأس الحفرة.

وبينما كان الفلاح منهمكاً في رمي التراب فوجئ بالحمار يقفز من الحفرة باتجاهه !
وهكذا فشلت الخطة التي أعدها الفلاح للتخلص من صديقنا الحمار، وانتصر ذكاء الحمار على خطة الفلاح!!

وعاد الحمار إلى عمله رغماً عن إرادة الفلاح لأنه فهم الخدعة بسرعة وتصرف التصرف المناسب في الوقت المناسب.
هكذا تقول الحكاية !

لا ندري لعل كاتب الحكاية كان متعاطفاً مع الحمار ؟!
على كل حال هل تذكر بداية الموضوع ؟
لقد اختلفت الآراء حول الحمار هل هو من أذكى الحيوانات، أم أنه من أغباها يمكنك التصويت على ذلك من خلال الرد على الموضوع

ولكن قبل التصويت ...
انتبه إنه سؤال مصيري بالنسبة للحمار !
ولذلك نرجو منك أخذ الموضوع بجدية !
والآن ... صوت

اتمنى ان يعجبكم موضوعي