ما هو مصير حميتك الغذائية؟ وهل ستستمرّين في اتّباعها مع إجراء بعض التعديلات عليها لمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، أم ستستبدلينها بحمية أخرى خاصة بشهر الصوم؟
من السهل اتّباع حمية غذائية، ولكن من الصعب الإستمرار بقيودها مع حلول شهر رمضان حيث تشكل المأكولات الدسمة والحلويات الأطباق رئيسية فيه على مائدة الإفطار.
وتتمثّل الشروط الواجب توافرها ببرنامج الحمية الغذائية، في:
- إحتــواء هذا البرنــامج على كل العناصر الغذائية. وفي هذا الإطار، يمكن الإستعانة بالهرم الغذائي الذي يبّين أنواع الطعام التي يمكن تناولها يومياً، وكمية احتياجات الجسم. ومن الضروري الإبتعاد عن حمية الصنف الواحد (يفضّل الإبتعاد عنها طوال السنة).
- لا بدّ أن يحمل برنامج الحمية يوم استراحة أو وجبتي «سناك» مفتوحتين في الأسبوع، ليبعد عنك الشعور بالحرمان.
- من الضروري ألا تغيب عن برنامج الحمية التمرينات الرياضية، على أن تمارس قبل وجبة الإفطار بنصف ساعة أو بعدها، وذلك لخسارة الدهون المخزّنة تحت الجلد لأن تركيز «غلوكوز» الدم يكون قليلاً، وبالتالي مستوى «الأنسولين» في الدم يكون منخفضاً، ما يعني زوال العائق الأساسي أمام طرح الدهون المخزّنة تحت الجلد في مجرى الدم، واستخدامها كمصدر للطاقة اللازمة لهذا النشاط الحركي، كما أن نقص مستوى الدم يؤدّي إلى زيادة دعم الجهاز العصبي لعملية استخدام الدهون كمصدر للطاقة.
- إبتعدي عن الحمية التي تحتوي على نسبة عالية من الملح والصوديوم، لأن وجودهما بكثرة في الطعام قد يؤدّي إلى ارتفاع ضغط الدم، كالحمية التي تعتمد على تناول اللحوم.
- لا بدّ أن يحتوي برنامج الحمية الغذائية على أكثر من وجبتين، لمنع الشعور بالجوع ولمساعدة الجسم على إحراق السعرات على دفعات.
تعديلات بارزة
في الموازاة، تتمثّل التعديلات التي تطال برنامج الحمية في رمضان، في:
- تأخير وجبة السحور التي تعتبر أساسية خلال شهر رمضان، وذلك لتمدّ الجسم بالطاقة أثناء الصيام، وليس العكس. وينصح بتناول وجبة سحور كبيرة قبيل الإمساك، تتضمّن اللحوم والنشويات والجبنة. أما الإفطار فيجب أن يتضمّن وجبة خفيفة من السكريات، بينما يتعيّن أن تقوم وجبة المساء على طبق خفيف من السمك.
- زيادة استهلاك الماء لتعويض الكمية المفقودة منه أثناء الصيام، وذلك لمساعدة الجسم على التخلّص من السموم.
- إستبدال المواد السكرية بما يناسبها من التمر أو الرطب لسهولة امتصاصها.
- إستـبـــدال الكربـوهيـدرات أو النشويات بما يعادلها من السعرات بطبق من حساء الخضر أو العدس الدافئ مضاف إليه قليل من قطع الخبز المحمّصة بالفرن، لأن تناول الحساء الدافئ هو من أهم المنبّهات للمعدة لتبدأ ممارسة عملها.
- إستبدال عصير البرتقال بما يعادله من الحليب، وإذا كان مسموحاً بشرب الحليب فلا حاجة لاستبداله.
- يتمّ تناول وجبة العشاء بعد وجبة الإفطار بثلاث أو أربع ساعات.
- تأخير وجبة العشاء ساعتين أي إلى موعد يلي الإفطار بثلاث ساعات، حتى يتمّ هضم طعام الإفطار جيداً. وتفادي تناول الحلويات بعدها مباشرة، ما يؤدّي إلى تخزين الزائد عن الحاجة في صورة دهون تحت الجلد.
- شرب العصائر الطبيعية بدلاً من تلك المصنّعة إذا كان البرنامج الغذائي يسمح بذلك، مع تلافي عصائر قمر الدين أو التوت المركّز التي تسبّب ارتفاعاً في ضغط الدم وحجز الأملاح في الجسم (يسمح بتناولها مرّة واحدة بالأسبوع).
محاربة البدانة من البداية خير وسيلة لاتقاء شرورها
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]سرايا- زَفَّت دراسة بريطانية حديثة بشرى غير سارة لأولئك الأشخاص الذين يسعون لفقدان قدراً من أوزانهم، بما يتماشى مع أجواء الأجازات الصيفية، بعدما أظهرت أنه وبمجرد أن يصبح الإنسان بديناً، فإنه سيستمر على هذا المنوال، مهما بذل من جهود.
تبين من خلال دراسة استمرت على مدار 55 عاماً أن من بين 12 مليون مواطن بريطاني يحاولون إنقاص أوزانهم بإتباع نظم غذائية معينة كل عام، تنجح نسبة تقل عن 10 % في فقدان كميات كبيرة من الوزن – في وقت يعود فيه معظمهم لنفس الوزن الذي كانوا عليه في غضون عام واحد فقط. وتعقبت تلك الدراسة الوطنية التي أجراها مجلس البحوث الطبية 5362 رجلاً وامرأةً منذ ولادتهم عام 1946، وكذلك 20 ألف شخصاً وُلِدوا عام 1958. واهتم الباحثون في هذا الجانب بقياس الوزن وضغط الدم، ووضعوا كذلك تقييمات لأنماط حياتهم الشخصية.
من جهتها، قالت ريبيكا هاري، رئيسة المجلس :" بدأت تزداد أوزان الأفراد في كلا المجموعتين خلال عقد الثمانينات من القرن الماضي، ومن وقتها، وهم يشهدون زيادة في مؤشر كتلة أجسامهم، مع تقدمهم في العمر. واتضح أن المعدلات تسير بصورة ثابتة بالنسبة للرجال، بينما تبدأ ببطء مع السيدات، ثم تتسارع وتيرتها في منتصف الثلاثينات. وبمجرد أن يُصاب الناس بالبدانة، فإنهم يستمرون على هذا النهج بلا هوادة، ويواجهون صعوبات بالغة في سبيل إنقاص أوزانهم. وأرى أن أفضل طريقة يمكن إتباعها لاتقاء هذا الأمر هو الحيلولة دون الإصابة بالبدانة".
ومع ذلك، لم تقلل الدراسة من جدوى إتباع نظام غذائي، خصوصاً وأن الساعين لإنقاص أوزانهم يميلون لتناول نوعية أفضل من الأطعمة وممارسة مزيد من التمرينات الرياضية، وبالتالي تحسين مستوى اللياقة البدنية وخفض مستوى ضغط الدم. وقال البروفيسور نيك فينر، من مستشفى جامعة كوليدج في لندن، إن التطور يتحمل جزءً من اللوم على صعيد الصعوبات التي يواجهها البعض بغية إنقاص الوزن.